تحليل لخاطرة ( دموع عينى ) للأديبة بسمة الورد

ويكأنى أقف أمام سرير رجل يهزى بأخر كلماته فى الحياة
أراه ينطق بكلمات متقطعة سلبته الحياة حلاوتها
ذلك هو الشعور الذى راودنى عندما قرأت هذه الخاطرة للمرة الأولى
وعندما أعدت قراءتها مرة ثانية وجدت أن ما كان يهزى به ذلك الرجل
إنما هو قول رجل حكيم قد علم الدنيا وما فيها
ذاق حلوها واستذاق مرارتها

بداية جميلة جدا وموفقة إلى ابعد الحدود حينما قالت :
وسقطت دمعة من عينى
فكانت هذه الدمعة هى مفتتح القصة
وكانت أيضا هى البطل الثانى على طول الخط
هذه الدمعة هى التى فجرت مكنون الحلم بداخل نفس الكاتبة
فرات أولا فى دمعتها موت الحياة
رات فى دمعتها صمت ما بعده صمت
صمت للشمس وأراه صمت عن نورها
وصمت للهواء وأراه صمت عن عيبره وحيويته
ثم ذهبت بصمتها إلى ابعد الحدود فنراها ترى فى دمعتها صمت للكون كله

ثم تنتقل بنا الكاتبة إلى حديث مع تلك الدمعة التى فرضت سطوتها على الكون بأسره
فنراها تناجى تلك الدمعة وتعاتبها فتقول :
يا دمعتى
مالك تخنقين طعم الحياة الحلوة فى فمى
يادمعتى انك تجعلين بين فرحى وحزنى مسافات بعيدة اكاد اقترب من السراب
وفى حين عتابها هذا وجدت أنها لم تنصف دمعتها
فرجعت عن عتابها هذا , وذهبت لتسترضى دمعتها فرأيناها تقول :
رغم حديثك هذا لم أرى أصدق منك
يا ألله
ما هذا؟!
إنه للحق وربى
فما أصدق من الدموع فى حديثها
أجل الدموع تتحدث بما فى النفس من كلمات عجزت الألسنة عن النطق بها

وبعد هذا الحديث الصادق تعود كاتبتنا لتعاتب دمعتها مرة اخرى
ولكن العتاب هنا ليس للدمعة فحسب بل للحياة جميعها
وجدت الكاتبة هنا أن من حقها ان تبحث بعد سقوط دموعها عن الفرح عن السعادة
ولكنها وكالعادة عادت بخفى حُنين عادت بلا شىء
لتنتهى قصتها مع تلك الدمعة بهذه الروح الواحدة التى تجمع بينهما فنجدها تقول بصوت يوحى بانتهاء المسير , فنراها ذهبت بالحديث هنا بضمير الغائب بعدما كان الحديث من ذى قبل للدمعة بضمير المتكلم .
إن الحديث الان موجه للنفس يحمل فى طيلته خلاصة التجربة ومكنون القصة
فقالت :
لكنها وحدها تخبرنى
في الوقت المناسب
بما غاب عن خاطرى
على أجد بعد سقوطها راحة
فوجدناها وبخطى ثقيلة حطت رحلها هاهنا
وجدت أن دمعتها هذه هى أولى خطوات البحث عن الراحة المأمولة
ولكنها ما زالت تشعر بأن تلك الراحة راحت بعيدة عنها فعبرت بقولها : علنى أجد
إن الحياة علّمتها ألا تنتظر الراحة وألا تراها قريبة
فباتت كاتبتنا متأرجحة بين دمعتها وبين سعادتها
لا ترى فى دموعها سوى الراحة الغير ممكنة

***********

الله عليك تحليل رائع فعلا

مرسى جدا لذوق كلماتك وتحليلك الذى اسعدنى جدا

مرسى ابو عدنان

انت كده هتفتح نفسى اكتب خواطر جديدة دى كانت اول مرة اكتب خاطرة

دمت اخى بكل خير