مانشت (للقاص المبدع شريف العجوز )

قصة للقاص المبدع شريف العجوز


شق الخط الأبيض طريق وسط هذا الجلباب الأسود الذي يكسو السماء كل ليلة ، وقف أمام المطبعة ينتظر الدفعة التي ستؤل إليه هذا اليوم ، وضعت أمامه ، فرها ، حزمها ، حملها تحت إبطه ، خرج متوكلا .
اليوم يوجد مع دفعته العدد المجاني للحوادث ، إنه ينتظر هذا اليوم من كل أسبوع فمبايعته تسجل رقما قياسيا في هذا اليوم .
مازال الوقت مبكرا ، لم ينتشر المارة في الشوارع حتى الآن ، لكن بدء هذا طبيعيا بالنسبة له فاليوم عطلة الأسبوع و عما قليل سيدافعون الواحد تلو الأخر ، و لكنه لن يبقي يعد الساعات حتى يعمر الطريق ، فك لفته ، أخرج عدد ، فضه ...
.. " القبض على أكبر مهرب للمواد المخدرة بمحض المصادفة "
حرك رأسه ساخطا من مثل هذا الشخص الذي يتاجر بهموم الناس ، قلب الصفحات ...
... " فضيحة جديدة للمطربة الشابة بالصور "
افترش وجهه ابتسامة عريضة إعجابا بالصور المصاحبة للخبر ، حرك رأسه يمينا و يسارا
إحنا لسه الصبحية خلي ربنا يكرمنا و يبارك ف رزقنا " قال ململما شفتيه "
تابع فر الصفحات ، تحدقت عيناه عندما قرأ...
.. " أب يقتل زوجته و طفليه "
انجذبت عيناه إلى السطور محاولا معرفة الأسباب بأقل الكلمات ، أغلق الصحيفة في تهكم ..
و الله له حق يموتهم هيعيشوا يعملوا إيه في دنيا زي دي ؟!!
أعاد العدد كما كان داخل الجريدة ، حاول إقناع نفسه أن الأمر برمته لا يهمه
كيف يستطيع الشخص نشر خبر له في هذه الجريدة و يقرأه الناس ، لابد لهم من شروط خاصة و ألا لن ينتبه الناس لهم و لن يتهافت الجميع على قراءة أخبارهم .
تذكر عندما كان في رعيان شبابه و دأب نعليه من السير سؤلا عن عمل ينفق منه على زوجته و يسد به ديونه حتى ضاقت عليه الأرض بما رحبت و لكم حاول توصيل صوته لمن لا يهمه الأمر و لكن لم تنطبق عليه شروط توصيل صوته .
أدلي الصباح ثيابه البيضاء و أعلنت الشمس أنها لن تبقي مختبئة أكثر من ذلك ، إنتشر الجميع لقضاء حوائجهم ، يعرفونه دائما بجلبابه المهلهل و لحيته الهشة و شعره الكثيف
صباحك فل يا مثقف اديني الجرنان يارب يكون في أخبار حلوة " قالها أحد المشترين "
العدد انهاردة في ملحق الحوادث إفتح كده ورينا فيه ايه ..... عقبال ما نشوف صورتك فيه يا مثقف " قال صديق المشتري "
معاك فكة خمسين يا مثقف ... " قال المشتري "
يا عم سيبك منه مش لازم تديله هو يعني هيعمل إيه بالفلوس " قال صديق المشتري بعد أن أجاب المثقف سلبا على المشتري " ترقرقت دمعة من مقلتيه عندما تذكر على أثر هذه الكلمة اليوم الذي تركت فيه زوجته المنزل مطالبة بانفصالهم لأنها لم تعد تطيق العيش بهذا القحط ، لم يحاول حتى أن يناديهم مطالبا بحق الجريدة ، مسح وجنتيه و لم يعرهم أي اهتمام ، رفع رأسه عاليا ، وجد الحمام يحلق من سطح البناية المقابلة ، إنتهى من توزيع ما كان معه من أعداد ، ذهب إلى عشته ، أخرج أوراقه و قلمه قضى ليله في الكتابة ، أعلنت ساعة المذياع - الذي أعطاه له أحد الأثرياء – السادسة صباحا ، خرج ، ذهب إلى الميدان ، صعد إلى قمة بناية ، اعتلى السور ، ابتسم ، فعل كما يفعل الحمام في السماء ...
" انتحار رجل في الخمسين من فوق أحد المباني في ظروف غامضة "
يقول صاحب الرسالة أن هذا الرجل لم يعد يجد مكانا له في دنيانا .............

_________________
لو كان مقدرا أن تكون لك محبوبة واحدة في حياتك فلتكن هي ..... " مصر

الشاعرة الكبيرة الأخت العزيزة الغالية عروس المنتدي أشكرك شكر جزيل علي إهتمامك ببناتي و أرجو أن أكون عند حسن ظنك بي دائما

القاص المبدع .. شريف العجوز
قرأت قصتك وأعدت قراءتها ثانية لحلو كلامها المغلف بمرارة بها من النقض بالكثير بين سطورها
تقبل مودتي أخي الحبيب

أستاذي أبو النور شرف كبير مرورك علي أعمالي فهو وسام أضعه علي صدري و أتباهي به دائما , سررت بمرورك سيدي

استاذى تقع قصصك على قدر كبير من الواقع تشعرنى بانى اعيش بين هولاء الناس طريقتك يسمونها السهل الممتنع تتمتنع بموهبتك واسلوبك وتستهل باحساسك القريب من نبض الجميع دمت استاذى ودامت لنا اعمالك

الأستاذة القاصة المبدعة الواعدة سمر المنتدي سمر لكم أنا سعيد لزيارتك إبنتي و سعيد جدا أنها نالت إعجابك و ليتني أحظي بمرورك دائما , سررت بمرورك جدا