جزاء الأستاذ منتصر

(قصة قصيرة)
بقلم د/ مجدي عبدالموجود
خرج الأستاذ منتصر من عمله في ساعة متأخرة .. وبقدر سعادته بما حققه من نجاح في عمله في هذا اليوم بقدر ماكان منهك القوى ... حدثته نفسه بأن التاكسي هو الوسيلة المناسبة لكي يعود إلى منزله حتى ينعم بأكلة (ترم بدنه) وبقسط وافر من الراحة بعد هذا اليوم الطويل .. (وبصراحة مش ناقصة بهدلة في المواصلات) .
وقف ينتظر تاكسي (فاضي) ........ طال الإنتظار بلا فائدة ......... حاول أن يشاور لتاكسي مشغول لعله يكون ذاهبا في نفس طريقه ........ كرر المحاولة مرات ومرات ....... بلا فائدة .
قال لنفسه : الظاهر إن أنا مش وش تاكسيات .. ماتيجي نجرب الأتوبيس المكيف .. أهو برضه مريح
توجه إلى محطة الأتوبيس .. ظل ينتظر قدوم الأتوبيس المتوجه ناحية منزله ... كل الأتوبيسات جاءت إلا هذا الأتوبيس .. طال الإنتظار بلا فائدة .. الوقت تأخر جدا .. إزداد تعبه .. وجوعه .
قال لنفسه : أنا مكتوب عليا الشقا .. يللا بلا تاكسي بلا مكيف .. مفيش غير الميكروباص.
سار يجر رجليه جرا من شدة التعب والجوع ..... وصل موقف الميكروباص ... قال له المنادي : "مفيش حد بيحمـِّــل دلوقتي .. النصف مش لاقي بنزين والنصف خايف من البلطجية ".
قال لنفسه : ولا حتى الميكروباص ... مفيش غير(الكعـَّابي).
وبينما هو يتأهب لتنفيذ قراره إذا بسيارة شرطة عسكرية تقف بجانبه ... وينادي عليه الضابط : إتفضل يا أستاذ منتصر نوصلك .. فرد عليه بدهشة : هو سيادتك تعرفني؟ ..... الضابط : طبعا يا أخي إحنا جيران .. إركب دا إنت باين عليك مرهق .. ويظهر إنك إنتظرت كتير بدون فايدة... إركب يا أستاذ ليس أمامك حل آخر .. يللا يا رجل خليك تلحق ترتاح لك شوية ...
ركب الأستاذ منتصر وهو يقول لنفسه ....... بقى دي آخرتها ؟.
تمت