السادس من أكتوبر

ينتهي بذلك أسبوع تساقط الفانتوم لنستريح بعدها إلى حد ما من رؤية هذه الطائرات ومن أصواتها التي كانت بمثابة الكابوس المزعج عندما كنا نسمعها من قبل ،،كانت تأتي طائرات الاستكشاف لتسقط فوق رؤسنا الكشافات المضيئة ليلاً ثم تأتي طائرات الفانتوم لتقوم بقصف أي موقع قد تم تصويرة ،،، وهنا فقط تغير الحال إلى النقيض تماماً ،،، أصبح لدي القوات المسلحة السلاح الرادع بداية من هذا الوقت وما بعدها لنعمل في صمت حيث كانت الدلائل تشير إلى اقتراب عام الحسم وهذا ما كنا نتوقعه كجنود بالقوات المسلحة ....
وقبل بداية المعركة كنا قد أتممنا شَّدة القتال هكذا كنا تعرف بمعنى كامل تجهيزات القتال " منذ أسبوع قبل اندلاع الحرب .... نتابع الأخبار التي أصبح مضمونها أن السياسة تلعب دورها ببراعة .... الاجتماعات والمداولات العالمية تدور في فلك يوحي باليأس العميق لكل ما هو مصري .. ربط الجميع الأحزمة ، التقشف الكامل يعم البلد ، هذا الشعار الذي تبنته الحكومة لشحذ الهمم نحو هدف واحد فقط ،، تحرير الأرض ،، المعركة ،، المجهود الحربي ،، الجميع يصرخ من شدة هذه الأيام اقتصاديا ... الجميع مستنزف لا محالة... يمر عام وراء عام ،،، البعض يفقد الثقة في الحكومة برئاسة السادات .... أين عام الحسم وليكن ما يكون ... ولكنه كان رحمة الله عليه أكثر رؤية ووضوحا لمستقبل بلد في حجم مصر .. بدأ ينظر أولا لمن حوله ،، نظر لحال البلد من الداخل ،، وجد بها شروخاً كبيرة يستحيل على أي إنسان اتخاذ مثل هذا القرار ،، قرار الحرب ،، لابد له أن يكون الجميع على قلب رجل واحد وبعدها يقول كلمته ،،
بدأ يهيئ السادات أولاً الجبهة الداخلية ونجح في ذلك تماماً عندما تم الإفراج عن جميع السياسيين وقادة الجماعات الإسلامية وغيرهم ممن كانوا ذو تأثير على بعضاً من الرأي العام ،، نجح في ذلك تماماً ،، أصبح صوت المعركة لا يعلوه صوت في تلك السنوات التي سبقت قرار العبور ،،، المجهود الحربي هو الشعار الأكثر تنفيذاً ،، لم يبخل الشعب على قواته المسلحة في ذلك الوقت .......

لقد اتخذت القيادة العسكرية بقيادة محمد أنور السادات القرار الصائب في وقته تماماً بناء على عدة عوامل من حيث الجو وسرعة الرياح علاوة إلى أن ذلك اليوم هو عيد الغفران اليهودي وفيه يكون الجميع مستسلمين للراحة والشرب والعربدة ،، أي عيد هذا الذي يتحدثون عنه ؟ أي غفران هذا ؟ ! إنها عوامل كثيرة ساعدت على نجاح الضربة الأولى .... ذلك مما كان له الأثر الكبير في مفاجأة الحرب ... تلك الحرب التي اندلعت بعد ظهر هذا اليوم .... إذن كان لإتخاذ قرار العبور في ذلك الوقت بالتحديد وبناء هذه العوامل الكثيرة والتي تخص صاحب القرار فليرحمه الله لأنه استعد بجيشه استعدادا يفوق كل تصور .... أقل المتشككين يقولون أن ذلك الاحتلال سيكون أمده طويلا ... إن شئت أن تقول أن هذا الجيل لن يستطيع تحرير سيناء لعدة عوامل ..........
أولها العوامل النفسية التي تتمثل في يأس كامل كانت تحاربنا به إسرائيل بعد حرب النكسة مباشرة ... كانت تبث فينا نحن رجال القوات المسلحة حقائق علي الأرض مثل خط بارليف أو الساتر الترابي ناهيكم عن النابالم الذي سوف يطفوا علي سطح مياه قناة السويس يلتهم كل شئ في ثوانٍ معدودات .... يا لها من حرب نفسية تعرضنا لها ولكن كنا أبطال بحق الكلمة ... فقط كنا نستعد لهذا اليوم الذي سوف يأتي بعد عما قريب ولا محالة ..
ثانيها العوامل الاقتصادية التي توحي أن القطر المصري مازال يعاني من خسائر حرب حزيران من عتاد وضحايا ،، كان يوجد في كل بيت شهيد إما في حرب اليمن أو حرب النكسة .. نكسة حزيران .. كانت الأحوال لا تسر عدو أم حبيب
تمر الأيام ما بين حلوها ومرها ..حلوها نتيجة عمليات محدودة لقواتنا المسلحة تقوم بها هنا وهناك في رأس العش وغيرها من المواقع المهمة تعيد لنا الثقة بالنفس مجدداً وكان على رأس هذه العمليات تدمير المدمرة إيلات التي كانت بمثابة طوق النجاة نفسياً لقواتنا المسلحة .. ومُرِها الذي كان يتمثل في قيام الجماعات المأجورة بإحداث بلبلة في الخطوط الداخلية لشعب مصر العظيم وهذا ما كان يؤرق القيادات السياسية نتيجة عدم الثقة أو أشياء أخرى

أحيى إبداعك أستاذ أبو النور

ومن تقدم إلى تقدم

تمنياتى بالتوفيق

أشكرك الأديبة الجميلة رشا فؤاد
وها نحن نتقابل ثانية على صفحات هذا المنتدى الذي يعبر عن أدباء منشأة ناصر بكل حب وصدق
أشكر ك يا عزيزتي شكراً جزيلاً لمرورك الكريم مع خالص مودتي

أستاذي ابو النور لكم مهمة هذه الموضوعات لتستطيع الأجيال الجديدة معرفة كافة ظروف النصر و عوامله , أشكرك بشدة علي هذا الموضوع الحماسي

المبدع الكبير .. شريف العجوز .. تحياتي
أدعوك أخي لقراءة آخر ما كتبت في هذا الموضوع ولي سؤال سوف أسأله لشخصكم النبيل باعتباركم صاحب كلمة وما أدراك ما صاحب كلمة يا سيدي في هذا الزمن العجيب .. أرجو مراجعة موضوع كنسلتوا من شياطين الإنس .. حتى تكون جاهزاً بالإجابة الشافية
تقبل مودتي عزيزي شريف العجوز