حرب أكتوبر 5

ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة - جزء من كتاب- تأليف : نور الدين محمود
=========================================
تنشطت السياسة في ذلك الوقت - وقبيل اندلاع المعارك - نشاطاً ملحوظاً لتوتر الجبهات السورية والمصرية ، ولكن مفاد تلك السياسة الداخلية والخارجية كان خلاصتها أن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة ،، هذه الكلمة التي أطلقها وكان أول من قالها رئيس روسيا الاتحادية أو ما كان يطلق عليه في ذلك الوقت بالاتحاد السوفيتي ،،، كان قوة عظمى ،،، كأمريكا الآن ،،، كان له وزن في السياسة العالمية أو إن شئت سميتها بسياسة التوازنات الدولية وما يتبعها من أحلاف ومن ثم يحدث هذا التوازن العالمي ،،، كان الاتحاد السوفيتي أقوى بعض الشئ عن أمريكا في ذلك الوقت ،،، وعندما يقف رئيسها في اجتماع أمام شاشات التلفزة ليقول موجها كلامه إلى مصر " أن ما أخذ بالقوة لن يسترد بغير القوة " حتي أن هذا القول صار مثلاً من يومها حتى الآن ،،، ذلك كان مفاد وخلاصة هذه الأيام التي نشطت فيها سياسة مصر الخارجية ... إذن فالقوة هي الحل الوحيد لنسترد عافيتنا وكرامتنا التي ضاعت في حرب لم يكن لنا فيها ذكرى نفتخر بها ،، لم تحدث فيها مواجهة مطلقاً ،، كانت بمثابة العار الذي لطخ كيان كل ما هو مصري وعربي ،،،
إذن العمل فقط هو الحل لتكون لنا اليد العليا في حرب كنا ننتظرها لا محالة ،،، كنا نعرف ذلك في تلك الآونة ،،، كل فرد في القوات المسلحة كان يؤمن بقضيته ،، سيناء الحبيبة وخيراتها الكبيرة أصبحت في يد عدو أخذها في فسحة من الوقت ولم تواجهه أية جيوش على الإطلاق ،، لم يخْتبر فيها جيشها الذي أصبح اسمه فقط له معنى في نظرهم هم ،، أكذوبة وصدقوها ،،، فعلاً صورت لهم عقولهم المريضة أنهم أصبحوا قوة إقليمية لا يستهان بها من خلال ما يطلقونه على أنفسهم من أن الجيش الإسرائيلي لن يقهر ،، أصبح في نظرهم الذي لا يتعدى بضع خطوات أنهم أصبحوا كذلك قوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط ،، أكذوبة وصدقوها ،، كانوا طيلة سنوات احتلالهم لسيناء وبعد تلك الحرب ... حرب حزيران ... يقيمون المتاريس أمام عبور قواتنا المسلحة ،،، بدأوا بالنابالم الذي أعدت له مضخات ضخمة يمتد من خلالها مواسير تحت عمق كبير من الأرض منتهية بمياه قناة السويس ،، يا للهول ،، لحظة واحدة وتصبح قناة السويس ناراً مشتعلة ،، عقول مريضة تفكر بشئ من السذاجة لأنهم لا يعرفون الجندي المصري ،، ليت هذا وحسب ولكنهم شرعوا في بناء ساتر ترابي يصعب على أعتى الجيوش اختراقه وذلك لارتفاعه الكبير ،،، أي معدات هذه التي تخترق ذلك الساتر الترابي الذي شيدوه وجعلوه مانعاً طبيعياً أمامنا ،،، ليت هذا وحسب ...بل شرعوا في بناء دشم كبيرة وأطلقوا عليها خلط بارليف ،، دشم رأيت إحداها بعد ذلك يوم أن تركها من بداخلها هروباً من جحيم المصريين ،،، رأيت دشمة " بناية تحت الأرض" داخل الأرض وقد شيدت حقاً بحيث لا تؤثر فيها قنبلة زنة ألف رطل ،،، صور لهم عقلهم المريض أن تلك المتاريس التي أقاموها أمام المصريين في ذلك الوقت ... وقت احتلالهم لسيناء ... صور لهم أن كل شئ أقاموه سوف يثنينا عن أخذ ثأرنا ،، أو تناسو أننا أحفاد الفراعنة ،، أصحاب تاريخ يمتد جذوره إلى الآلاف المؤلفة من السنوات داخل التاريخ الإنساني .. ضارب في الزمن لآلاف السنين ..........