تحليل نقدي لقصيدة ياسمينة العمر .. كتبه محمود جمعة

ياسمينة العمر

أفأنت ملاك أم بشـــرُ
فى الارض و نورٌ ينتشـرُ

أفنورك هذا لى نـــورٌ
أم أن العشق له أثــرُ

أفصوتك هذا لى صـوتٌ
أم ناىٌ ينغم أم وتــرُ

أعيونك يا عينى عيــونٌ
أم شمس ٌ نجـمٌ أم قمـرٌ

أزمانك هذا لى زمــنٌ
أم حلم ٌسال و ينهمــرُ

ألالئ ثغرك بلــــورٌ
أم نجمٌ نــورٌ أم دررٌ

أوحورٌ أنتِ من ربــى
أم نورٌ شُق له صــدرُ

أيقينٌ عشقك أم شــكٌ
أخيالٌ وهمٌ أم قــدرٌ

أجمالك هذا لى سحـــرٌ
أم أن عيونىّ قد سُحـروا

يا عشقًا جاء ينـــادينى
يا وحيًا جاء به شعــرُ

يا أيةَ ربـــى ّ فى الخلقِ
يا وجها يشبهـه البـدرُ

لك وحدك أكتب أشعارى
والشعرُ لأجلك يُشتعـرُ

يا صوتًا يصرخُ فى صمـتٍ
يا صمتًا جاء به خبــرُ

يا غصنًا ينبض بالزهـــرِ
يا زهرًا ينمو و يذدهـرُ

من أين الصبرُعلى هجــرٍ
أو كيف البعدُ أو الصبرُ

او كيف البعـدُ عن النفسِ
يا حبـا يرنو وينغمـرُ

أو كيف سأحيا من دونك
والبيْنُ لهيبٌ بل جمــرُ

أم كيف البعد يُنسّــينى
حُلمًا آتيه وأعتمـــرُ

يا أنتِ دعينى أهـــواكِ
فهواكِ نصيبٌ بل قـدرُ

يا أنتِ دعينى أهـــواكِ
فهواكِ نصيبٌ بل قـدرُ

فهواكِ نصيبٌ بل قدر


ُاخي الكريم الشاعر ابوعدنان ..
ها أنا اتيت الي قصيدتك الجميلة حينما حان الوقت وارجو ان تعذرني اذا تأخرت فأنا رجل يعمل كثيرا ويسافر كثيرا ..ارجو ان تتقبل ما أكتب فوالله ما افعل هذا الا صدقا وحبا
استعين بالله واقول
بداية هي غزلية جميلة وضح فيها انها تجربة حقيقة فانت كتبتها لمن يهوي قلبك ولعل رفيقة العمر هي نفسها ياسمينة العمر
بدات قصيدتك بداية تضع هاله من الاجلال والاكبار على محبوبتك لتعرفنا قدرها عندك فهي ليس من البشر العاديين ولكنها شبية الملائكة
قلت لنا هذا في صيغة استفهامية تنفي عن نفسك فيها انك قلت انها ملاك ( ربما للحرج الشرعي ) ولكنك تقر في ذات الوقت بصفاتها الفوق بشرية

أفأنت ملاك أم بشـــرُ
فى الارض و نورٌ ينتشـرُ

أفنورك هذا لى نـــورٌ
أم أن العشق له أثــرُ

واقرارك هنا انها قد تكون نورا وقد يكون للعشق رؤية خاصة جدا تجعل البشري نورا يمشي على الارض وهو تعبير جميل يرفع قدر العشق عندك

تمضي بنا شاعرنا بعد ذلك على نفس الوتيرة الغزلية الاستفاهمية تصف محبوبتك الوصف العذري الشاعري غير المباشر فتتسائل عن الصوت اذا كان نغما من وتر او او ناي فحديثها عازف على اوتار قلبك ..وعيونها شمس ام قمر تنير درب حياتك وهكذا الثغر اللؤلؤي المنير

أفصوتك هذا لى صـوتٌ
أم ناىٌ ينغم أم وتــرُ

أعيونك يا عينى عيــونٌ
أم شمس ٌ نجـمٌ أم قمـرٌ

أزمانك هذا لى زمــنٌ
أم حلم ٌسال و ينهمــرُ

ألالئ ثغرك بلــــورٌ
أم نجمٌ نــورٌ أم دررٌ

أوحورٌ أنتِ من ربــى
أم نورٌ شُق له صــدرُ

أيقينٌ عشقك أم شــكٌ
أخيالٌ وهمٌ أم قــدرٌ

أجمالك هذا لى سحـــرٌ
أم أن عيونىّ قد سُحـروا

هنا اقف بعض الوقفات ارجو ان يتسع صدرك لها .. وصفت العين بنجم والثغر بنجم ايضا وهذا لايعطي تنويعا ورحابة كافية فالعين والثغر ليسا شبيهين ليجمعهما وصف واحد ..وقلت( اوحور انت من ربي )وحور جمع لمفرد هو حورية وانت مفرد ة فالاصل (حورية انت من ربي ) مع مراعاة العروض قطعا ..ثم تقول ( أجمالك هذا لي سحر ..ام ان عيوني قد سحروا ) والمعني متماثل في الشطرتين فلا عمل شعري ( للاستفهام و ام ) هنا فلو كان جمالها سحر فطبيعي ان تسحر عيناك ..والاولي ان تقول ( وجمالك هذا لي سحر ..وبه عينايا قد سحروا ) مع مراعاة العروض ايضا

تعود بعد ذلك شاعرنا لمنادتها بحرف النداء ( يا ) وهو دليل على القرب فالمنادي دائما قريب أمام عينيك بل وامام قلبك ومشاعرك وقريحتك ايضا

يا عشقًا جاء ينـــادينى
يا وحيًا جاء به شعــرُ

يا أيةَ ربـــى ّ فى الخلقِ
يا وجها يشبهـه البـدرُ

لك وحدك أكتب أشعارى
والشعرُ لأجلك يُشتعـرُ

يا صوتًا يصرخُ فى صمـتٍ
يا صمتًا جاء به خبــرُ

يا غصنًا ينبض بالزهـــرِ
يا زهرًا ينمو و يذدهـرُ

هنا أحييك على جمال تعبيراتك الرائعة.. وجه يشبهه القمر ..والشعر لاجلك يشتعر ..فالقمر هو من يشبهه وجهها ..ولولاها ما اهتاجت قريحتك وكتبت الشعر وانما الشعر يكتب لها فقط وهو من تعبيرات الشعراء الجميلة وان كتب جميهم بعد ذلك اشعارا لاسباب اخري
الا اني اقف هنا وقفتان الاولي ( يا وحيا جاء به شعر ) والمعروف ان الوحي يأتي بالشعر وليس العكس ..والثانية ( يا صمت جاء به خبر ) والحقيقة ان لا اري جمالا شعريا هنا او ربما لم استطع استجلاء ما اردت من هذة الصورة الشعرية

تدخل بنا ابوعدنان بعد ذلك الوصف الغزلي الرائع الي مفاجاءة وهي وجود حاله من البعد والهجر وان هذة المحبوبه القمرية الملائكية النورانية لا تدعك تهواها الهوي الذي يطيب له قلبك

من أين الصبرُعلى هجــرٍ
أو كيف البعدُ أو الصبرُ

او كيف البعـدُ عن النفسِ
يا حبـا يرنو وينغمـرُ

أو كيف سأحيا من دونك
والبيْنُ لهيبٌ بل جمــرُ

أم كيف البعد يُنسّــينى
حُلمًا آتيه وأعتمـــرُ

يا أنتِ دعينى أهـــواكِ
فهواكِ نصيبٌ بل قـدرُ

يا أنتِ دعينى أهـــواكِ
فهواكِ نصيبٌ بل قـدرُ

فهواكِ نصيبٌ بل قدر

اعجبني تعبيرك الجميل .. (ام كيف البعد ينسيني ..حلما اتية واعتمر )
وان كان لي بعض الوقفات هنا ايضا ( والبين لهيب بل جمر ) كاني اراها ( لهيب من جمر ) ولكنها ستكون مجرورة وتخالف القافية فاللهيب والجمر معنيان لشيء واحد هو شدة الاحراق والاحتراق ...تفس الشيء (فهواك نصيب بل قدر ) فالنصيب والقدر اديا نفس المعني وكانها (نصيب من قدر ) ولكنها ايضا تخالف القافية
أخيرا كررت الشطر الاخير وأخذت منحي شعر التفعيلة وانت تكتب قصيدة عمودية واري ان تكررها اثناء القاء القصيدة ولكن ليس هنا

أخي الشاعر الجميل ابوعدنان ما قدمت هنا لا يقدح في شاعريتك ولا في جمال القصيدة التي تستحقها تلك التي جاءت من قريحتك بهذا الجمال ..